Sunday, February 22, 2009

سوبر مان لم يكن شجاعاً

تحت عنوان "سوبر مان لم يكن شجاعاً" عرضت مدونة "شهاب الأزهر" تقول : " من خلال احتكاكي بالأطفال لطبيعة عملي الخيري الذي أقوم به تعلمت أن أكون جاهزا وأنا معهم لأي سؤال أو أي رد مفاجئ وغير طبيعي ، وذات يوم، وبعد حكاية "طوييييييلة عريضة" عن أبطال الإسلام وعلى رأسهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، وقد قام الكل للوضوء لأن الصلاة اقترب موعدها جلس أحدهم بجواري وقال إنه متوضئ، ثم نظر عاليا في سقف المسجد ثم توجه إليّ بالسؤال:"هوّا سوبرمان شجاع؟؟"

- "أأ آآ..!! ليه؟، بتسأل ليه!!"

- لا أبدا...!!

- "طيب هوا أشجع والاّ سيدنا خالد بن الوليد؟؟؟.. أصل سوبرمان هوا كمان مبيتغلبش".
- "لأ طبعا.. سيدنا خالد أشجع يا حبيبي.. سوبرمان دا شخصية خيالية لا وجود لها".

سوبر مان .. أسطورة صنعها الغرب وسوق لها بحرفية

- "ما أنا عااااااااارف!!.. بس افرض كان موجود.. مين كان هيبقى أشجع من التاني؟؟؟"

- لا يا حبيبي.. سيدنا خالد بن الوليد كان هيبقى هوا الأشجع طبعا.. وهنا نظر إليّ في لهفة متطلعا إلى حيثيات الحكم، فتابعت:

- "اسمع يا حبيبي، لو فيه طريق ضلمة (مظلم) جدا.. وفيه منكم اتنين(اثنان) واحد معه لمبة(مصباح) والتاني لأ.. والاتنين مشوا في الطريق.. مين هيكون الأشجع؟؟.. فرد الجميع.. اللي ما معهوش لمبة طبعا يا أستاذ".

- "طيب سوبرمان -لو كان موجودا- معه قوة عضلية خارقة ويستطيع الطيران والغوص تحت الماء.. باختصار سوبرمان لا يهزم حسب الأسطورة.. صح؟"، فقالوا جميعا:

- آه.. صح يا أستاذ.

- طيب أيهما أشجع.. أن تقاتل والهزيمة محتملة، أم أن تقاتل وأنت لا تهزم؟

وهنا لمحت ابتسامة الفتى من بين الجميع أثناء صيحاتهم وهتافهم باسم ابن الوليد -رضي الله عنه.


علمني أشبالي أن الشجاعة لا تنبت إلا في أرض الخوف. لقد اكتشفت أن سوبرمان النبيل الذي يحارب من أجل الضعفاء لم يكن شجاعا حسبما تخيلته الأسطورة؛ لأنه ببساطة كان بطلا لا يقهر، وغير قابل للهزيمة كما يزعمون.. لكن الشجعان حقا ومن يستحقون أن يلقبوا بلقب السوبر هذا هم الذي يناضلون من أجل الضعفاء ومن أجل الحرية برغم المخاوف.. مخاوف المعتقلات والعصي الأمنية وبطش الظالمين.. فكم في زماننا هذا من "الأقوياء الأخفياء" الذين يستحقون لقب "سوبر" بجدارة.

No comments: